مقياس الاكتئاب

مقياس الاكتئاب

لاكتئاب عرض الوجود الإنساني، وخاصية متأصلة فيه، ويعاني الإنسان من الاكتئاب ويكابده، ولكن بدرجات تتباين بتباين ما هو نفسي وما هو وراثي وما هو عقلي وما هو اجتماعي.

وقد يظهر الاكتئاب عند المرأة بوصفه تعبيرا عن خيبة الأمل والإحباط في الحياة وفقدان الموضوع المحبوب، أي قد يظهر نتيجة لانقطاع المدد النرجسي الذي يمنح الإنسان شعورا ممتلئا بالوجود، ولكنه شعور خارجي الوجهة لا يترجم الثراء الحقيقي للذات (محمد إبراهيم عيد، 1997: 204).

ويعتبر الاكتئاب من أكثر الظواهر النفسية انتشارا، ونستطيع القول أن أي واحد منا قد يتملكه في وقت من الأوقات شعور بالحزن أو الضيق، أو أننا نشعر أحيانا باضطراب يمنعنا من ممارسة أنشطة الحياة المعتادة كالعمل وتناول الطعام والنوم. كل هذه العلامات هي في الغالب دلالة على الاكتئاب النفسي، غير أن هناك خطأ شائعا نقع فيه جميعا حين نتوقع أن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب لابد أن تبدو عليه علامات الحزن والأسى الشديد بصورة واضحة للجميع، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن عامة الناس لا يدركون أن الشخص يعاني من الاكتئاب، وهذا الكلام ينطبق على الأطباء أيضا، لأن الجميع يتوقع أن يكون المريض المكتئب في حالة الحزن الواضح، لكن الواقع أن مظهر الحزن وحده ليس دليلا على الاكتئاب أو مرادفا لوجود هذا المرض في كل الأحيان، لكن الاكتئاب له مظاهر وعلامات أخرى.

(لطفي الشربيني، 2001، 15 – 16)

مفهوم الاكتئاب

  1. الاكتئاب في اللغة:

والكآبة في اللغة تعني سوء الحال والانكسار والحزن وتغير النفس من شدة الهم، واكتأب اكتئابا، حزن واغتم وانكسر، فهو كئيب، والكآبة أيضا تغير النفس بالانكسار، من شدة الهم والحزن، وهو كئيب ومكتئب.

الكآبة: تغير النفس بالانكسار، من شدة الهم والحزن، وهو كئيب ومكتئب، المعنى أنه يرجع من سفره بأمر يحزنه، إما أصابه من سفره وإما قدم عليه مثل أن يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى، أو فقد بعضهم. وامرأة كئيبة وكأباء+، الكأباء: الحزن الشديد، على فعلاء، وأكأب: دخل في الكآبة، وأكأب: وقع في هلكة، الكآبة: الحزن لأن الخائف محزون. ورماد مكتئب اللون إذا ضرب إلى السواد كما يكون وجه الكئيب. (ابن منظور، 1990: 694 -695).

كئب – كآبة – تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن فهو كئيب و(اكتآب) كئب، كما تعرفه الموسوعة العربية العالمية بأنه “مرض عقلي يشعر فيه الإنسان بالحزن العميق وفقدان الأمل وبعدم الأهمية في الحياة”. (عديلة تونسي، 2002: 48).

  1. الاكتئاب كمفهوم:

وعلى المستوى الاصطلاحي يرى ايمري بأنه عبارة عن: خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن والتشاؤم وفقدان الاهتمام واللامبالاة والشعور بالفشل وعدم الرضا والرغبة في إيذاء المرء لنفسه والتردد وعدم البت في الأمور والإرهاق وفقدان الشهية واحتقار الذات وبطء الاستجابة وعدم القدرة على بذل أي مجهود. وفي المؤلفات العربية يجمع الكتاب على أنه حالة من الانكسار والحزن والشعور بالتعاسة والضيق تنتج إثر تعرض الفرد لمواقف حياتية ضاغطة يصاحب ذلك جملة من الأعراض النفسية والجسمية. (عديلة حسن تونسي، 2002: 39 -40).

طالع ايضا : كتب يمكن أن تستمتع بقراءتها في الحجر المنزلي

  1. تعريفات الاكتئاب:

طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية World Health Organization (2001: 29) يتسم الاكتئاب بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وانخفاض الطاقة، وأعراض أخرى تشمل فقدان الثقة، وانخفاض تقدير الذات، والشعور غير المبرر بالذنب، ووجود أفكار عن الموت والانتحار، وتقلص القدرة على التركيز، واضطراب النوم والشهية، وقد يتضمن أعراضا جسدية. وعلى الرغم من أن المشاعر الاكتئابية شائعة خاصة بعد التعرض لعقبات أو نكسات الحياة فإنه يتم تشخيص الاكتئاب فقط عندما تدوم الأعراض لفترة لا تقل عن أسبوعين. ويمكن أن تختلف شدة الاكتئاب من الاكتئاب الخفيف Mild depression إلى الاكتئاب الحاد Severe depression. والاكتئاب اضطراب يمكن أن نصفه بأنه اضطراب ذو نوبات متكررة Episodic recurring disorder بمعنى أنه يظهر في أغلب الأحيان في شكل نوبات متكررة، تستغرق كل نوبة عادة من بضعة أشهر إلى بضعة سنوات مع وجود فترات طبيعية تتخللها. ويتحول الاكتئاب في حوالي 20% من الحالات إلى حالة مزمنة قد لا تمثل للعلاج.

ويمكن تعريفه بأنه اضطراب وجداني يتميز بمزاج سوداوي، وإحساس بعدم الرضا، وعدم القدرة على الإتيان بالنشاط السابق، واليأس من مواجهة المستقبل، وفقد القدرة على النشاط، ووجود صعوبة في التركيز، والشعور بالإرهاق التام، مع اضطراب في النوم والشهية للطعام. (عادل عبد الله محمد، 2003: 196 -197).

ويعرف أيضا بأنه اضطراب مزاجي أو وجداني، ويتسم ذلك الاضطراب بتقلبات مزاجية تفوق التقلبات المزاجية الأخرى، فالاكتئاب حالة من الاضطراب النفسي تبدو أكثر ما تكون وضوحا في الجانب الانفعالي لشخصية المريض حيث يتسم بالحزن الشديد واليأس من الحياة، ووخز الضمير. (حسين فايد، 2005: 223، 224).

والاكتئاب هو أكثر الأعراض النفسية انتشارا ويختلف هذا العرض في شدته من مريض لآخر، ويشعر المريض بالاكتئاب مع أفكار سوداوية، والتردي الشديد، وعدم التمكن من اتخاذ أي قرارات، مع الشعور بالإثم وتقليل قيمة الذات، ويبدأ في المبالغة في تضخيم الأمور التافهة، والشكوى من الأرق الشديد، وفقد الشهية مع أوهام مرضية، وأحيانا من الأفكار الانتحارية، ويظهر هذا العرض خصوصا في مرضى الاكتئاب العقلي والذي يتميز باضطرابات بيولوجية وفسيولوجية وكيميائية تسبب الأعراض السابقة. (أحمد عكاشة، 2005: 197).

وقد عرف أنتوني ستور حالة الاكتئاب بأنها تتسم بالحزن، وعدم الميل إلى النشاط الذي قد يتصاعد إلى درجة تصل في الغلب إلى السكون التام والتوقف عن الحركة، وتأخر العمليات العقلية، ويصاحب ذلك حالات الاضطراب في نظام النوم، وفقدان الشهية للطعام، والإمساك، وارتخاء العضلات، وكذلك تضاؤل في الرغبة الجنسية… ويعزز ستور هذا المعنى في تحديد مفهوم الاكتئاب، ويرى أنه مفهوم الحالة الانفعالية يعاني فيها الفرد من الحزن وتأخر الاستجابة والميول التشاؤمية، وأحيانا تصل حالة الاكتئاب إلى درجة الميل للانتحار، وكذلك تعلو درجة الشعور بالذنب إلى درجة أن الفرد لا يذكر إلا أخطاؤه وذنوبه وقد يصل إلى درجة البكاء الحاد. (أديب الخالدي، 2002: 336 -337).

ويصف جيمس كالات الشخص المكتئب بقوله يشعر الشخص المكتئب بالخوف والتكدير وقلة الحيلة وفقدان الأمل. ويكون الأفراد المكتئبون عموما خاملين ويعبرون عن شعورهم بعدم السعادة ويبدو في تعبيرات وجوههم. كما أنهم يعانون من اضطرابات في النوم فهم ينامون أكثر من الشخص الطبيعي ويستغرقون وقتا أطول للدخول في النوم. وقد يستيقظون مبكرا عن المعتاد بشكوى النوم غير المريح وعادة لا يمكنهم العودة للنوم ثانية مع شعور بالخمول أثناء النوم. (زيزي السيد إبراهيم، 2006: 29).

وعرفه برنز وبيك “بأنه اختلال يصيب الجهاز البيولوجي كله، ويشتمل على الانفعالات والأفكار والسلوكيات والوظائف البدنية، ويتميز المكون الانفعالي بوجود مزاج كدر يشتمل على مشاعر الحزن والتوتر واليأس والشعور بالإثم، وتشتمل الأعراض البدنية على توهم المرض والأرق وزيادة الوزن أو نقصانه، والإمساك أو الإسهال، والسبات والخمول وعدم النشاط والانعزال عن العمل، وتجذب الأنشطة السارة. (محمد محروس الشناوي، 1991: 1).

أما زيور فيعرف الاكتئاب “بأنه حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى ضرب من جحيم العذاب مصحوبا بالإحساس بالذنب شعوريا وانخفاضا ملحوظا في تقدير النفس لذاتها، ونقصانا في النشاط العقلي والحركي، والحشوي”. (أديب الخالدي، 2002: 337).

ويعرف “بأنه حالة من الحزن الشديد تسيطر على الفرد تترافق مع مشاعر الذنب وانعدام الثقة بالنفس وتأنيب الذات وتحقيرها”. ويعرف “بأنه نوع من الاضطرابات النفسية من فئة اضطرابات الانفعال وقد يأتي في شكل خفيف أو متوسط أو شديد”. ويعرف “بأنه شعور بالحزن والغم مصحوب غالبا بانخفاض في الفاعلية”. ويعرف “بأنه حالة نفسية أو معنوية تتسم بمشاعر انكسار النفس وفقدان الأمل والشعور بالكسل والاسترخاء والبلادة، والشعور بعدم القيمة أو بانعدام القيمة في الحالات العميقة من الاكتئاب وقد يشعر المريض بفقدان الشهية وبعدم القدرة على النوم”. ويعرف “بأنه حالة من انكسار النفس والكآبة أو الغم والهم والنكد والشعور بالذنب والقلق”. (محمد جاسم العبيدي، 2004: 241).

  1. أسباب الاكتئاب:

وللاكتئاب أسباب كثيرة ومتعددة منها ما يتعلق بالنفس ومنها ما يتعلق بعوامل خارجية من البيئة المحيطة بالإنسان وسوف نتطرق لتفصيل بعض هذه الأسباب، فنقول أن من أسباب الاكتئاب ما يلي:

  1. الأسباب النفسية والاجتماعية:

تتمثل الأسباب النفسية والاجتماعية لحدوث الاكتئاب فيما يلي:

  • التوتر الانفعالي والظروف المحزنة والخبرات الأليمة والكوارث القاسية (مثل موت عزيز أو طلاق أو سجن بريء أو هزيمة… إلخ) والانهزام أمام هذه الشدائد.
  • الحرمان (ويكون الاكتئاب استجابة لذلك) وفقد الحب والمساندة العاطفية، وفقد حبيب أو فراقه، أو فقد وظيفة، أو فقد ثروة، أو فقد المكانة الاجتماعية، أو فقد الكرامة، أو فقد الشرف، أو فقد الصحة، أو فقد وظيفة حيوية والفقر الشديد.
  • الصراعات اللاشعورية. الإحباط والفشل وخيبة الأمل والكبت والقلق. ضعف الأنا الأعلى واتهام الذات والشعور بالذنب الذي لا يغتفر بالنسبة لسلوك سابق (خاصة حول الأمور الجنسية) والرغبة في عقاب الذات. الوحدة والعنوسة وسن القعود (سن اليأس) وتدهور الكفاية الجنسية والشيخوخة والتقاعد. الخبرات الصادمة والتفسير الخاطئ غير الواقعي للخبرات. التربية الخاطئة؛ (التفرقة في المعاملة والتسلط والإهمال… إلخ). عدم التطابق بين مفهوم الذات الواقعي أو المدرك وبين مفهوم الذات المثالي”. (عبد الحميد الشاذلي، 2001: 135).
  • سوء التوافق، ويكون الاكتئاب شكلا من أشكال الانسحاب ووجود الكره أو العدوان المكبوت. ولا يسمح الأنا الأعلى للعدوان أن يتجه للخارج ويتجه نحو الذات، حتى قد يظهر في شكل محاولة الانتحار، ويكون الاكتئاب هنا بمثابة الكفارة”. (حامد عبد السلام زهران، 2005: 515 -516).

ويخطئ كثير ممن يتصورون أن العلم الحديث قد وضع يده على كل الحقائق التي تتعلق بحالة الصحة والمرض النفسي أو أنه قد توصل لمعرفة مسببات الاضطرابات النفسية عامة والاكتئاب النفسي بصفة خاصة. وبعض النظريات والافتراضات تتحدث عن أسباب نفسية للاكتئاب والبعض الآخر يعزوها لعوامل وراثية وبيئية واجتماعية.

  1. الأسباب البيولوجية الجسمانية:

  • أسباب وراثية: أثبتت الدراسات أن أفراد العائلات المصابة بالاكتئاب تكون القابلية لديهم للإصابة بنفس أعراض الاكتئاب أكبر من أفراد العائلات التي لا تعاني من الاكتئاب.

“وهناك ملاحظة أخرى تتعلق بدراسة الاكتئاب ترجح بدورها إمكانية وجود تفسير عضوي، وتستند على ما كشفت عنه البحوث من وجود تماثل في شيوع هذا الاضطراب في أسر دون الأخرى، وشيوعه بين التوائم حتى لو نشأوا في ظروف اجتماعية مختلفة، مما يرجح وجود تفسير وراثي”. (عبد الستار إبراهيم، 1998: 92).

  1. أسباب عضوية كيميائية، ومنها:

  • عدم التوازن في تركيز أملاح الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
  • التغييرات التي تحدث في الهرمونات.
  • زيادة إفراز الكورتزون بسبب زيادة الهرمون المسئول عن إفرازه من الغدة النخامية.
  • النقص في إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية.
  • الخلل في إفراز المواد الكيميائية في نهايات الأعصاب.
  • تعاطي بعض أنواع من الأدوية مثل الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • تعاطي الكحول.
  • انخفاض مستوى نوع معين من الأحماض الأمينية مثل (الكاثيكول أمين).
  • انخفاض مادة (النور أدرينالين) في مناطق الاستقبال بالمخ وهي تختص بالسلوك العاطفي والوجداني.
  • النقص في معدلات بعض مواد كيميائية في المخ مثل (السيروتونين) مما يؤثر على المزاج، وكذلك التحكم في التصرفات” (عبد الحميد الشاذلي، 2001: 135).
  1. أسباب اقتصادية:

يتأثر الفرد بالظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها الأسر وتنعكس عليه بالكآبة، وفي مقارنة النساء الفقيرات غير المستقرات اقتصاديا في حياتهن تبين أن الظروف الاقتصادية تؤدي إلى التوتر وينعكس هذا على الأطفال وعلى ظهور المشكلات السلوكية لديه والاكتئاب.

وقد توصل فريدمان إلى وجود ثلاثة أنماط من الآباء والأمهات:

النمط الأول: آباء وأمهات يعيشون في ظل الضغوط الاقتصادية التي تؤدي بهم لحالة من الاكتئاب والمشكلات الزواجية.

النمط الثاني: أمهات لديهن ميل أو اتجاه لأن يكن مكتئبات في حالة الضغوط الزواجية.

النمط الثالث: آباء انسحبوا من العلاقات الاجتماعية نتيجة لسوء أحوالهم الاقتصادية، وفي كل هذه الأنماط يكون هناك احتمال كبير لإصابة الأطفال بالاكتئاب. (سهير كامل أحمد، 2008: 392 -393).

إن الأفراد الذين يخضعون لسيطرة المخدرات يشعرون بالاكتئاب غالبا، والبحث عن السعادة أو الارتياح عن طريق المسكرات والجنس والمال والمخدرات والقمار أو الطعام، يصبح عادة، والصراع بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، يسبب الشعور بعدم الأهمية والذنب واحتقار الذات. (كين كامبل، 2000: 41 -42).

  1. أنواع الاكتئاب:

تعددت أنواع الاكتئاب بتعدد مدارس علم النفس إلا أن هذه التصنيفات وإن تعددت في مناحيها ومسمياتها، إلا أنها متفقة في التشخيص والتحليل والمعالجة.

ومن بين تلك الجهود التصنيف الذي قدمه بيتك وحدده في المظاهر التالية:

  1. المظاهر الانفعالية:

    وتتضمن فقدان القدرة على الاستمتاع بمرح الحياة، وضعف الثقة بالنفس.

  2. المظاهر المعرفية:

    وتتضمن سلبية مفهوم المريض لذاته، وتوجيه اللوم لنفسه وتضخيم المشكلات، وانعدام القدرة على اتخاذ القرارات والحسم، وضعف الإحساس بالقيمة الذاتية.

  3. المظاهر الدفاعية:

    وتتضمن ضعف القدرة على الإنجاز، وانعدام الميل نحو المثابرة والطموح لتحقيق أهداف الحياة ومتطلباتها، والشلل في الإرادة، والرغبة في الهروب من الواقع وتحبيذ فكرة الموت، وتزايد الميول الاتكالية.

  4. المظاهر الجسمية:

    وتتضمن الشعور السريع بالتعب والإرهاق، وفقدان الطاقة الجنسية، وكثرة نوبات الأرق. (أديب الخالدي، 2002: 344 -345).

ومن أعراض الاكتئاب: أعرض مزاجية مثل حدوث مزاج حزين معظم اليوم تقريبا كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل، أعراض دافعية وهي صعوبة القيام بأي عمل، أعراض بدنية وتشير لتغيرات جسمية وتشمل تغيرات في أنماط النوم والشهية، أعراض معرفية وهي عدم قدرة الأفراد على التركيز. (أسامة فاروق مصطفى، 2011: 357).

ويمكن القول أن الاكتئاب يحدث في صورة اضطراب أحادي القطب أو ثنائي القطب. ويحدث الاكتئاب أحادي القطب في صورة واحدة تتراوح فيها الحالة المزاجية بين الحالة الطبيعية إلى حالات الاكتئاب والحزن المرضي… أما الاكتئاب ثنائي القطب فهو يعرف أيضا باسم الاضطراب الهوسي – الاكتئابي، وقطباه هما الهوس والاكتئاب. فالشخص الذي يعاني من الاضطراب ثنائي القطب يتنقل بين فترات من الهوس وفترات من الاكتئاب يتوسطها حالة من السواء، وعلى الرغم من أن حالات الهوس الخفيف قد تحدث للفرد في شكل اضطراب أحادي القطب فإنه من غير الشائع أن تحدث حالات الهوس الشديد بشكل أحادي القطب بل أنها تحدث بالتبادل مع حالات الاكتئاب. (زيزي السيد إبراهيم، 2006: 30).

ويصنف الاكتئاب أيضا كما يلي:

  • اكتئاب خفيف:

    وهو أخف صور الاكتئاب.

  • اكتئاب بسيط:

    وهو أبسط صور الاكتئاب.

  • اكتئاب حاد (السواد):

    وهو أشد صور الاكتئاب حدة.

  • اكتئاب مزمن:

    وهو دائم وليس في مناسبة فقط.

  • اكتئاب تفاعلي (أو موقفي):

    وهو رد فعل لحدوث الكوارث، وهو قصير المدى.

  • اكتئاب شرطي:

    وهو اكتئاب يرجع مصدره الأصلي إلى خبرة جارحة، ويعود إلى الظهور بظهور وضع مشابه أو خبرة مماثلة للوضع أو الخبرة السابقة.

  • اكتئاب سن القعود:

    ويحدث عند النساء في الأربعينات وعند الرجال في الخمسينيات أي عند سن القعود أو نقص الكفاية الجنسية أو الإحالة إلى التقاعد. ويشاهد فيه القلق والهم والتهيج والهذاء وأفكار الوهم والتوتر العاطفي والاهتمام بالجسم، وقد يظهر تدريجيا أو فجأة وربما صحبته ميول انتحارية، ويسمى أحيانا سوداء سن القعود.

  • الاكتئاب العصابي – الاكتئاب الذهاني:

والفرق بين الاكتئاب العصابي والاكتئاب الذهاني فرق في الدرجة، وفي الاكتئاب الذهاني يسيء المريض تفسير الواقع الخارجي وتصاحبه أوهام وهذيان الخطيئة. (حامد عبد السلام زهران، 2005: 514 -515).

ويضع زهران بعد ذلك جدولا للمقارنة بين نوعي الاكتئاب العصابي والذهاني، فيرى أن الاكتئاب العصابي: غير عميق الجذور، لا يصاحبه جمود انفعالي تام، الاتصال بالواقع موجود، التقييم الذاتي سلبي، درجة النكوص عادية، النشاط العقلي بطيء نسبيا، لا يوجد فيه أوهام أو هلوسات أو أفكار الانعدام، فكرة الانتحار تراود بعض المرضى ولكن ليس عن نية صادقة وبعد تردد وإعلان وتهديد بالانتحار وخوف من الإقدام عليه والهدف هو إيقاع بالآخرين، والمريض يدرك مرضه ويسعى للعلاج، ويكون علاجه في العيادة النفسية.

أما الاكتئاب الذهاني فهو: عميق الجذور، يصاحبه جمود انفعالي ويندر معه التعاطف الشعوري والابتسام الموضوعي والتجاوب مع مثيرات الفرح، الاتصال بالواقع محدود أو معدوم أو آلي أو شبه آلي مع عدم اتصال الأفكار مع واقع الحياة الخارجية، التقييم الذاتي يميزه تحقير الذات وإدانة النفس على أمور لم تصدر من الشخص والاعتقاد في عدم استحقاقه للحياة أو عدم صلاحيته وعدم نفعه، درجة النكوص السلوكي شديدة وخطيرة، بطء وهبوط النشاط النفسي الحركي والوظائف العقلية، توجد فيه أوهام اكتئابية وهلوسات اضطهادية وهذيانات الخطيئة وأفكار الانعدام، فكرة الانتحار تراود المريض عن نية صادقة ودون سابق تفكير ويحدث عادة فجأة ونادرا ما يعلن أو يهدد بالانتحار ولا يخافه ويقدم عليه في جمود شعوري والدافع هنا هو إهلاك الذات، المريض لا يسعى للعلاج، ويكون علاجه في مستشفى الأمراض النفسية. (حامد عبد السلام زهران، 2005: 520).

وهناك أيضا نوع آخر وهو: الاكتئاب الذهولي: يمثل أقصى درجات الحدة من المرض فإذا ترك المريض وشأنه فإنه يظل راقدا دون حركة ويعزف عن الأكل والشرب فيما يشبه حالة التخشب لدى مريض الفصام الكتانوني. (عبد الحميد محمد الشاذلي، 2001: 134).

ويمكن القول أن من أنواع الاكتئاب الاكتئاب المرتبط بالعمر مثل اكتئاب الطفولة واكتئاب المراهقة والشباب واكتئاب الأربعين أو الخمسين – سن أربعين أو خمسين – ثم اكتئاب الشيخوخة أو اكتئاب المسنين. أي أن الإنسان طوال مراحل عمره معرض للاكتئاب، ولكنه اكتئاب وقتي وقد يزول بزوال المرحلة السنية، أما اكتئاب الشيخوخة فيحتاج إلى علاج خاص نفسي ودوائي. (عصام مراد، 2004: 33).

وتتفاوت نوبات الاكتئاب بين اكتئاب محرض (استجابة لأحداث مكدرة فعلا) واكتئاب نفسي المنشأ، وأخيرا اكتئاب موسمي. ويقع تحت هذا التصنيف أيضا الاكتئاب داخلي المنشأ والاكتئاب الذهاني، ليتبعا الاضطرابات الوجدانية العظمى. (ألفت حقي، 2001: 82).

وبعد الحديث عن أسباب الاكتئاب وأنواعه فإن رأي الباحث أن أهم الأسباب، أو أن السبب الرئيسي الذي يجعل التفكير في الحياة بهذه الطريقة مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والإصابة به هو ضعف الإيمان والبعد عن الله، ولو أن الإنسان فكر في كل ما يحدث له بأنه من عند الله، وأنه مقدر له، وبأن الصبر عليه قد يجلب له الخير الذي يرجوه لما كان أصابه الاكتئاب ولما كان وصل به الحال إلى حد التفكير في الانتحار.

  • مقياس الاكتئاب إعداد الباحث:

  1. الهدف من المقياس:

قياس شدة الاكتئاب لدى عينة من الشباب الجامعي بالكليات المختلفة.

  1. وصف المقياس:

  • يتكون المقياس من ثلاث أبعاد، لكل بعد يندرج تحته مجموعة من المفردات بحيث بلغ المجموع الكلي للمفردات (36) مفردة يقابل كل منها ثلاث اختيارات (دائما – أحيانا -نادرا) وعلى الطالب أن يضع علامة (Ö) على المفردة التي تنطبق عليه.

وكانت أبعاد المقياس الثلاثة كالتالي:

البعد الأول: النفسي ويتكون البعد من 13 مفردة.

والبعد الثاني: الاجتماعي ويتكون البعد من 11 مفردة.

أما البعد الثالث: الجسمي ويتكون البعد من 12 مفردة.

  1. تصحيح المقياس:

يعتمد تصحيح المقياس على وضع علامة (Ö) أمام الخيار لكل مفردة من مفردات المقياس، وهذه الخيارات هي (دائما، أحيانا، نادرا) والتي تقابل الدرجات (3، 2، 1).

  1. تقنين المقياس:

قام الباحث بتطبيق المقياس على عينة قوامها (200) طالب من طلاب كليات جامعة جنوب الوادي بقنا (كلية التربية – كلية الآداب – كلية التجارة – كلية الحقوق – كلية الهندسة – كلية الطب – كلية العلوم – كلية الزراعة)، حيث تم حساب صدق وثبات هذا المقياس من خلال درجات تلك العينة على مفردات المقياس، وذلك كما يلي:

  1. صدق المقياس Validity:

ويعني أنه يقيس فعلا الجانب الذي وضع لقياسه، وصدق المقياس يمدنا بدليل مباشر على صلاحيته لقياس أحد المتغيرات.

  • صدق المحكمين:

قام الباحث بعرض مفردات أبعاد المقياس على مجموعة من المحكمين من أساتذة علم النفس والصحة النفسية والبالغ عددهم (12)، للتأكد من مدى انتماء كل مفردة للبعد الذي تنتمي إليه، ومدى انتماء الأبعاد لموضوع القياس. وتكون المقياس في صورته الأولية من “73” مفردة تم اختصارها إلى “36” مفردة بعد العرض على السادة المحكمين. وقام الباحث بإجراء كافة التعديلات التي اتفق عليها معظم المحكمين في صياغة الفقرات، كما تم حذف العبارات التي أجمع غالبية المحكمين على حذفها من المقياس بنسبة أقل من 80%.

  • الصدق المرتبط بالمحك (الصدق التجريبي):

يسمى معامل ارتباط الاختبار (المقياس) بالمحك بالصدق التجريبي وهو أهم أنواع الصدق وأكثرها شيوعا (فؤاد البهي السيد، 1978: 403).

ولحساب الصدق قام الباحث بحساب معامل الارتباط بين درجات الطلاب على مقياس الاكتئاب المستخدم في الدراسة الحالية ودرجاتهم على مقياس الاكتئاب إعداد (عادل عبد الله، 2000)، وذلك على عينة قوامها 50 طالب وطالبة، فكانت قيمة معامل الارتباط بين الاختبار والمحك هي (0.657) وهذه القيمة دالة عند مستوى (0.01).

You Might Also Like

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *